MAGIC7 المدير العام
عدد المساهمات : 249 تاريخ التسجيل : 14/02/2010 العمر : 29
| موضوع: كيف لا تكون الحياة حلوة ؟! الأحد فبراير 21, 2010 5:00 am | |
| لو أنك متشائم ، فأنت كذلك لأنك ترى كل شئ فاسد من حولك ... أو لأنك تسمع عن شباب ، حصلوا على فرص كبيرة ، فقط لأنهم يتمتعون بوساطة قوية ... أو لأنك تسير فى الطرقات ، فلا تشاهد إلا كل ما يستفز ... أو لأنك تفكر فى مستقبلك ، فيهولك ما تتوصل إليه .... أنت إذن ترى ...وتسمع ...وتمشى ... وتفكر ....فلماذا التشاؤم إذن ؟! أنت ترى ، وأكثر من مليون كفيف من حولك لا يرون ، وتسمع ، ومليون ونصف من شعبك لا يمتلك هذه النعمة ، وتسير ، وهناك أكثر من مائة ألف مواطن تعجزهم أمراضهم أو أصابتهم أو عجزهم عن هذا ، وتفكر ، مع وجود ثلاثة ملايين مصرى مصابون بمتلازمة مونجول ، وتراجع فى القوى الذهنية والفكرية .... أنت تمتلك عدة نعم كبيرة وعظيمة إذن ... فلم لا تتفاءل بوجودها ؟! لماذا لا تشعر إلا بما ينقصك ، وليس بما تمتلكه بالفعل ؟! سل نفسك ... لماذا ؟! صدقنى ... الحياة حلوة ، ولكن نظرتك إليها هى التى ليست حلوة مثلها ... أنت تريد أن تنطلق فى الحياة كالصاروخ وهذا من حقك ولكن مشكلتك أنك تنسى أن الصاروخ يحتاج إلى الكثير لينطلق .. الصاروخ مصنوع من مادة صلبة ، يمكنها أن تتحمل الضغط الجوى ، ودرجات الحرارة المرتفعة ، ومئات النيازك الصغيرة ، التى سترتطم حتماً به ، وهو يشق طريقه فى الفضاء .... عليك إذن أن تكون صلباً ، قوياً ، لتواجه الحياة فى حزم ، وتحتمل ضرباتها العديدة ، وتصنع من إرادتك غلاف واق من حرارة الكفاح والتعب ، حتى يمكنك الوصول إلى هدفك ... والصاروخ يحتاج إلى وقود قوى ، حتى يتغلب على الجاذبية الأرضية ، ويقاومها ولا يسمح لها باجتذابه إلى الخلف ، حتى يبلغ نهاية الغلاف الجوى ... وأنت أيضاً بحلجة إلى وقود ....ولكن الوقود للبشر يختلف .. إنك تحتاج إلى مهارات ، وخبرات ، ودراسات ، وثقافة ، ومعرفة ، لكى تصبح قادراً على المواجهة والمنافسة ، وعلى شق طريقك ، مقاوماً كل العقبات ، التى ستحاصرك ، حتى تبلغ نهاية مرحلة الصراع ، وتستقر عند حالة تحديد المسار ... والصاروخ يمتلك أجهزة توجيه ، حتى يمكنه الوصول إلى هدفه المحدد مسبقاً ، وإلا ضاع فى الفضاء ، ولم يبلغ أى هدف ، ولا حتى بالمصادفة ... وأنت أيضاً تحتاج إلى هدف ... هدف تضعه نصب عينيك ... هدف تنطلق نحوه .... تكافح من أجله .... تتعب للوصول إليه .... تقاتل حتى تبلغه ... الصاروخ لن يبلغ هدفه ، لو أنه لم يحرق وقوده ... وأنت لن تبلغ هدفك ، ما لم تقاتل من أجله ... الصاروخ لا ينتظر فرصة ، أو جائزة مسابقة ، أو حظ يهبط عليه من السماء ..... وكذلك أنت ... لا ينبغى أن تبنى حياتك على أحلام فقط .... لابد وأن تعمل ... وتعمل ... وتعمل حتى تبلغ هدفك فى النهاية ... خاصة وأنك تمتلك شيئاً ، لا يمتلكه ،ولا يمكن أن يمتلكه الصاروخ .... العقل ...والإرادة ..... الصاروخ يصنعه ويوجًَّهه آخرون .... وأنت خلقك خالقهم عزًَّ وجلًَّ ، ومنحك عقلاً تحدد به أهدافك ، وإرادة تسعى بها إليها ....خلقك خالق من صنعوا الصاروخ ووجهوه .... ثم أنك أنت، بالعقل والدراسة والعلم والإرادة ، تستطيع أن تصنع صاروخاً وتوجًَّهه ، ولكن الصاروخ ، مهما بلغت تكنولوجيته وقوته ، لا يستطيع أن يصنع أصغر جزء ، من أصغر خلية فى جسدك .... أنت إذن ، من الناحية العملية و العلمية و الدينية والروحية ، أعظم بكثير من الصاروخ نفسه ... بل ومن ألف صاروخ ... فلماذا الإحباط والتشاؤم إذن ؟! لماذا لا تنظر إلى الحياة ، كما هى عليه بالفعل ؟!...الحياة نعمة من نعم الخالق جلًَّ جلاله ، وهبة وهبها لكل مخلوقاته ...وهو سبحانه وتعالى ، لا يهب شيئاً رديئاً ...الهدية دوماً تشف عن صاحبها .... والحياة إذن هى أعظم هدية للبشر ....فكيف لا تكون الحياة حلوة ؟! كيف ؟! كيف ؟! كيف ؟! إذا ما أعدت النظر إلى الأمور ، ستدرك كم هى الحياة حلوة ... حلوة كما هى .... حلوة بحلوها ومرها .... حلوة بما نصنعه بها ، وبما يمكن أن نصنعه بها .... الحياة بها عقبات .... وأمراض ... ومتاعب .... ومنغصات .... وبها السعادة .... والحب .... والصحة .... والنجاح ... الحياة بها كل شئ .... المهم هو كيف نتعامل معها .... لو أنك أحببت الحياة ، وأدركت أنها نعمة كبيرة ، وحمدت وشكرت خالقك عزًَّ وجلًَّ عليها ، فستحبك الحياة ، وستفتح لك ذراعيها عن آخرهما ....
| |
|