هل فكّرت وأنت صغير أن تصبح طبيبا ماهراً، أو مدرساً ناجحاً، أو حتى ضابط شرطة مخلصاً؟
لكن إن كنت على وشك التخرج من المدرسة الثانوية، ينبغي عليك أن تفكر من الآن بالكلية التي ستدرس بها.
هذا سيساعدك على تقييم اهتماماتك ونقاط قوتك لتكون قادرا على تحديد مجال تخصصك في الجامعة.
عليك أن تحدد ما الذي تريد أن "تتخصص" به لتقوم بممارسته في المستقبل بطريقة أكثر احترافية.
كيف تختار تخصصك؟
أسئلة يطرحها طلاب السنة الأولى في الكليات وغالبا ما تدور حول سؤال واحد ولكن بصيغ متعددة ..
فطالب يسأل .. ماهو أفضل تخصص في كلية كذا
.. وآخر يسأل عن أسهل تخصص .. وثان يستنصحني عن قسم معين ..
وأخر يسأل عن المستقبل الوظيفي للتخصص الفلاني وغير ذلك من التساؤلات التي تدل على حيرة السائلين ..
إن جميع الطلاب يجمعهم عامل مشترك وهو ( الحرص ) ، نعم الحرص على اختيار التخصص المناسب الذي يضمن لهم مستقبلا وظيفيا أو علميا جيدا.
لكن الإجابة على هذا السؤال في الواقع لا يملكها أحد سواهم.
نعم .. فكل شخص يعلم عن نفسه وقدراتها أكثر من أي شخص آخر ومهما استمع الإنسان إلى نصائح غيره فهناك دائما شي في داخله يقوده ويرشده.
خذ على سبيل المثال ، نحن كمسلمين نؤمن بأن المشاورة وطلب الاستشارة ضرورية قبل الإقدام على أمر مصيري،
ورغم ذلك فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا أيضا بالاستخارة والصلاة ركعتين قبل الإقدام على هذا الأمر.
والحكمة من هذه الاستخارة هي أن تجعل لنفسك وقتا للتفكير في خلوة روحانية تصفو فيها النفس وتبتعد عن كل ما يشتت التفكير
ليستقر أخيرا بعد توفيق الله وهدايته على الاختيار المناسب.
هل تعلم أخي الطالب .. إن العديد من الطلاب الذين دخلوا الجامعات قد غيروا تخصصاتهم على الأقل مرة واحدة خلال مرحلتهم الدراسية.
وهناك من يستمر في التغيير حتى يجد التخصص المناسب له.
في هذه المقالة سنحاول التركيز على بعض الخطوط والقواعد التي تساعد في التقليل من مثل هذه الحالات ،
وأقول التقليل لان التغيير في بعض الحالات قد يكون ايجابيا بل إلزاميا أحيانا.
اعتبر أخي الطالب مرحلتك الدراسية القادمة رحلة أو نزهة يجب الاستمتاع بها،
إذن خذ بعض الوقت للتفكير في ماذا يجب أن تعمله قبل بدء هذه الرحلة الممتعة.
أن التخصص الذي ستختاره لدراستك الجامعية هو مفتاحك الأول للوظيفة مستقبلا بعد تخرجك,
ولكن الدراسات أثبتت أن الكثير من الناس يغيرون وظائفهم وتخصصاتهم في الوظيفة من 4 إلى 5 مرات في حياتهم المهنية.
الخطوة الأولى التي يجب ان تركز عليها هي أن تختبر نفسك من فترة لأخرى ،
واسأل نفسك السؤال التالي :
ما هو العمل الذي أجد المتعة في انجازه ؟
وما هي الوظائف التي اعتقد أنها تناسبني إن التحقت بها مستقبلا ؟
ابدا لا تقارن نفسك بالآخرين .. فكل إنسان لديه إمكاناته الخاصة به ولا يمكن أن يكون نسخة كربونية من الآخرين
الخطوة الثانية هي اختبار قدراتك ،
ما هي القدرات التي امتلك ؟
ما لمهارات التي لدي وتميزني عن الآخرين؟
ما هي نقاط الضعف التي لديك ؟
ما الأشياء التي تتمنى أن تتعلمها ؟
يمكنك تطبيق هذا الاختبار على نفسك بالنظر إلى ما هي المواد التي كانت تعجبك في الثانوية او السنة التحضيرية ،
ما هي أسهل مادة كانت عندك ؟ وما هي الأصعب ؟
الخطوة الثالثة اسأل نفسك ..
ما هي الأعمال التي أبدع فيها حين أكلف بها ..
كالنشاطات اللاصفية في المدارس أو النشاط الاجتماعية أو الأعمال التطوعية أو الأعمال التي اشتغلت بها في أجازة الصيف.
الخطوة الرابعة .. انظر لمن حولك من الأقارب الذين اكبر منك سنا ..
اسأل عن وظائفهم ولماذا اختاروا هذه الوظائف .. هل كانت ضربة حظ أم بطريقة مدروسة
.. لكن تذكر ما قلناه سابقا .. لا تقارن نفسك بهم ولكن استفد من تجاربهم الناجحة.
وهناك طريقة أفضل وهي مراجعة مكاتب العمل و مكاتب التوظيف في مدينتك
واطلب منهم بروشورات خاصة بالوظائف المعروفة فقط لتكوين فكرة عامة عن مجالات العمل المستقبلية لكل تخصص.
الخطوة الخامسة .. قارن بين ما ترغب أن تكون أنت وبين ما يرغب والديك.
هل أنت من الذين يرضخون لرغبة والديهم في اختيار تخصصاتهم دون تفكير ؟
أم انك تستطيع الأخذ والعطاء معهم لإقناعهم بما تريد.
فكم من الأطباء أو المهندسين فشلوا في حياتهم العملية نتيجة عدم رغبتهم في التخصصات التي درسوها ولكن درسوها فقط إرضاء لوالديهم.
تذكر فقط انك إن المسئول وقتئذ وليس والديك.
تذكر أيضا أن رضا الله من رضا الوالدين.
ولكن النقاش الواعي يرضي الطرفين.
أخيرا ..
هل استفدت من أي النصائح السالفة الذكر .. أن كانت الاجابة بنعم ..
فيجب أن تقرأها مرة أخرى وتقرر قرار نهائي للإجابة على التساؤل المطروح في كل خطوة قبل أن تنتقل للخطوة التالية
وادرس إجابتك جيدا.
تذكر دائما أنك أنت من يقرر ولا أحد غيرك.
انتهى